إسلوب المدح

فعـــــــلان غير متصرفين   نعم وبئس رافعان اسميــن
مقارنى أل أو مُضافين لما   قارنها كـ نعم عقبى الكرما
ويرفعان مضمراً يفسِّـــره   مميز كـ نعم قوماً معشـــره

حيث ذهب جمهور النحوين إلى أن نعم وبئس فعلان والدليل على ذلك دخول تاء التأنيث الساكنة عليهما مثل : نعمت المرأة هند .
لكن ذهب جماعة من الكوفيين منهم الفراء إلى أنهما اسمان والدليل على ذلك دخول حرف الجر عليهما نحو : نعم السير على بئس العير .
وهذان الفعلان لا يتصرفان فلا يستعمل منهما غير الماضى ولا بد لهما من مرفوع وهو الفاعل وهو على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : محلى بالألف واللام مثل : نعم المولى ونعم النصير , نعم الرجل زيدٌ .
واختلف البعض فى هذه الالف واللام حيث قالوا أنها للجنس فمدحت الجنس كله من أجل زيد ثم خصصت زيد بالذكر فتكون قد مدحته مرتين ,  وقيل أنها للعهد الذهنى لأن مدخولها فرد مبهم ثم بعد ذلك فسر الفرد المبهم لزيادة التفخيم والمدح , وذهب البعض أنها للعهد الخارجي والمعهود هو الفرد المخصوص بالمدح أو بالذم فالرجل فى قولك : نعم الرجل زيد هو زيد فكأنك قلت نعم زيد هو فوضعت الظاهر (الرجل) محل الضمير (هو) زيادة فى التفخيم والمدح
القسم الثانى :   مضاف إلى ما فيه أل نحو : نعم عقبى الكرماء وكما فى قوله تعالى :"ولنعم دار المتقين" .
القسم الثالث : أن يكون مضمراً مفسراً بنكرة بعده منصوبة على أنها تمييز نحو : نعم قوماً معشره فقوم هنا تمييز لضمير مستتر فى نعم تقديره هم ومعشره مبتدأ .

وجمع تمييز وفاعل ظهر   فيه خلاف عنهم قد ظهر
حيث هناك إختلاف بين النحويين فى جواز الجمع بين التمييز وفاعل نعم وبئس وأخواتها فذهبت جماعة من النحويين منهم سيبويه أنه لا يجوز وقالت جماعة أخرى أنه يجوز واستدلوا بقول الشاعر :
والتغلبيون بئس الفحل فحلهم   فحلاً وأمهم ذَلاء مِنْطــقٌ
تزود مثل زاد أبيك فينــــــــا   فنعم الزاد زاد أبيك زاداً
الشاهد الأول : بئس الفحل فحلاً حيث جمع الشاعر بين فاعل بئس الظاهر والتمييز فى كلام واحد .
الشاهد الثانى : نعم الزاد زاداً حيث جمع الشاعر بين فاعل نعم الظاهر والتمييز فى كلام واحد .
وقال بعضهم إن أفاد التمييز فائدة زائدة على الفاعل جاز الجمع بينهما نحو :نعم الرجل فارساً زيدٌ ولا تقل : نعم الرجل رجلاً زيدٌ . أما إذا كان الفاعل مضمر جاز الجمع نحو : نعم رجلاً زيدٌ .

ومـــــا مميز وقيل فاعل   فى نحو نعم ما يقول الفاضل
يث تقع ما بعد نعم فتقول : نعم ما أو نعمَّا كما فى قوله تعالى :"إن تبدوا الصدقان فنعمَّا هى" , وكذلك تقع بعد بئس فتقول : بئس ما أو بئسما كما فى قوله تعالى :"بئسما أشتروا به أنفسهم" , وهناك خلاف حول ما فذهب البعض أنها نكرة منصوبة على أنها تمييز والفاعل مستتر , وذهب آخرون أنها اسم معرفة يُعرب فاعل .

ويُذكر المخصوص بعد مبتدأ   أو خبر اسم ليس يبدو أبدا
حيث يُذكر بعد نعم أو بئس وفاعلهما اسم مرفوع وهو المخصوص بالمدح أو بالذم وعلامته أنه يصح أن يكون مبتدأ والفعل والفاعل خبر عنه نحو : نعم الرجل زيدٌ , بئس غلام القوم زيدٌ , نعم رجلاً زيدٌ .
وفى إعراب المخصوص بالمدح أو الذم وجهان مشهوران
الأول : أن يكون مبتدأ والجملة الفعلية قبله خبر عنه .
الثانى : أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو .

وإن يُقدم مشعر بـــــه كفى   كـ العلم نعم المُقتنى و المُقتفى
أى انه يمكن حذف المخصوص بالمدح أو الذم إن دل عليه دليل كما فى قوله تعالى فى سيدنا أيوب :"إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب"  أى نعم العبد أيوبٌ .

وأجعل كبئس ساء وأجعل فَعُلا   من ذى ثلاث كنعم مُسجـــلا
حيث تُستعمل ساء فى الذم إستعمال بئس وفاعلها هو فاعل بئس وهو المحلى بأل أو المضاف إلى ما فيه ألف ولام أو المضمر المفسر بنكرة بعده ويُذكر بعدهما المخصوص بالذم ويكون إعرابه كما ذكرنا سابقاً .
وأشار ابن مالك فى قوله :فَعُلا إلى ان كل فعل ثلاثي يجوز أن يأتى منه فعل على وزن فَعُل لقصد المدح أو الذم ويُعامل معاملة نعم وبئس فى جميع ما تقدم فتقول : شَرُفَ الرجل زيدٌ , لَؤُمَ الرجل عمرو .
وبالنسبة للأفعال :علِم , جهِل , سمِع يجوز استعمالها للمدح أو الذم بضم عين الكلمة فتقول :عَلُم ولكن الأكثر أن العرب عندما استعملتها ابقتها بكسر العين ولم تحولها إلى الضم كذلك نستخدمها كما استخدمتها العرب بالكسر .

ومثل نعم حبذا الفاعل ذا   وإن ترد ذماً فقل لا حبذا
حيث تستخدم حبذا فى المدح كما تستخدم نعم فتقول : حبذا زيدٌ , وتستخدم لا حبذا فى الذم كما تستخدم بئس فتقول : لا حبذا الكذب .
كقول الشاعر : ألا حبذا أهل الملاء غير أنه   إذا ذكرت مىَّ لا حبذا هيا
حب : فعل ماضى مبنى على الفتح .
ذا : اسم إشارة مبنى على السكون فى محل رفع فاعل .
زيد : يجوز أن يكون مبتدأ والجملة الفعلية قبله خبر عنه , ويجوز أن يكون خبر لمبتدأ محذوف .

وأول ذا المخصوص أيا كان ,لا   تعــدل بذا ,فهـو كــــالمثلا
معنى كلام ابن مالك أنك لا يجب ان تغير ذا لتتناسب مع المخصوص بالمدح أو الذم سواء كان مفردا أو مثنى أو جمع أو مذكر أو مؤنث .
حيث أن ذا هنا كالمثل لا يتغير مثل : الصيف ضيعت اللبن للمذكر والمؤنث على حد سواء .

وماسوى ذا أرفع بحب أو فجر   بالباء , ودون ذا إنضمام الحا كثُر
معنى كلام ابن مالك : أنه لو جاء بعد حب غير ذا من الأسماء جاز فيه أمران
الأول : الرفع بـ حب مثل : حب زيدٌ .
الثانى : الجر بالباء الزائدة مثل : حب بزيد .
وأصل حب حبُبَ ثم اضغمت الباء فصارت حبَّ , وغن وقع بعدها ذا وجب فتح الحاء فتقول :حَبذا , أما إن وقع بعدها اسم غير ذا فيجوز ضم الحاء او فتحها .



كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل