التعجب

بأفعل أنطق بعد ما تعجباً   أو جىء بأفعل قبل مجرور ببا
وتلو أفعل أنصبنه كـ :ما   أوفى خليلناً وأصدق بهمــــــــا
فهناك صيغتان للتعجب الأولى : ما أفعله , الثانية : أفعل به .
ما أحسن زيد
ما : اسم مبنى على السكون فى محل رفع مبتدأ وهى نكرة تامة عند سيبويه بمعنى شىء .
أحسن : فعل ماضى مبنى على الفتح وفاعله ضميير مستتر عائد على ما .
زيداً : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
والجملة الفعلية فى محل رفع خبر المبتدأ ما , والتقدير : شىء أحسن زيداً أى جعله حسناً .

أكرم بزيدٍ
أكرم : فعل أمر والمشهور عند النحاة أنه فعل ماضى جاء على صورة الأمر ليدلوا به على الإنشاء والتعجب ثم أرادو أن يسندوه إلى زيد فاستقبحوا إسناد صورة الأمر إلى الاسم الظاهر لذلك زادوا الباء ليكون على صورة الفضلة مثل : مررت بزيد والتزموا بذلك .
بزيد : الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب , زيد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة وشبه الجملة من الجار والمجرور فى محل رفع فاعل للفعل أكرم .
استدل النحاة على أن أَفْعَلْ فعل لأنه يلتزم نون الوقاية إذا اتصل بياء المتكلم مثل : ما افقرنى إلى الله , كما استدلوا على فعلية أَفْعِلْ بدخول نون التوكيد عليه كما فى قول الشاعر :
ومستبدل من بعد غَضْبى صُريمةً   فأحر به من طول فقر وأحريا
غضبى : المائة من الإبل , صريمة : قطعة .
فهنا أراد أن يقول وأحرينْ بنون التوكيد الخفية ولكنه أبدل النون ألف فى الوقوف .

ذهب الأخفش إلى أن ما موصولة والجملة بعدها صلة الموصول والخبر محذوف والتقدير : الذى أحسن زيداً شىء عظيم .
وذهب بعض النحاة إلى أن ما هنا استفهامية والجملة التى بعدها خبر عنها والتقدير : أى شىء أحسن زيداً ؟
وذهب بعضهم إلى أنها نكرة موصوفة والجملة بعدها صفة لها والخبر محذوف والتقدير : شىء أحسن زيداً عظيم .

جواز حذف المُتعجب منه
وحذف ما منه تعجبت استبح   إن كان عند الحذف معناه يصح
أى أنه يجوز حذف المتعجب منه وهو المنصوب بعد أفعَل أو أفعِل إذا دل عليه دليل كما فى قول الشاعر :
أرى أم عمرو دمعها قد تحدرا   بكاءاً على عمرو وما كان أصبرا
والتقدير هنا : وما كان أصبرها فحذف الضمير وهو مفعول أفعل للدلالة عليه بما تقدم .
وكما فى قوله تعالى :" اسمع بهم وأبصر " والتقدير : أبصر بهم حذف شبه الجملة للدلالة عليها بما تقدم .
وكما فى قول الشاعر : فذلك إن يلق المنية يلقها   حميداً وإن يستغن يوما فأجدر
والتقدير : فأجدر به .
وكقول الشاعر : جزى الله قوماً قاتلوا فى لقائهم   لدرى الروع قوما ما أعز واكرما
والتقدير : ما أزعهم واكرمهم .

وفى كلا الفعلين قُدما لزما   منع تصرُّ ف بحكم حُتِما
معنى قول ابن مالك أنه لا يتصرف فعلا التعجب فكلاهما يلتزم طريقة واحدة فلا يستعمل أفعَل فى غير الماضى ولا يستعمل أفعِل فى غير الأمر .

وصُغهُما من ذى ثَلاث صُـــــرِّفا   قابل فَضل ثُم غير ذى انتفا
وغير ذى وصف يُضاهى اشهلا   وغــــــــير سالك سبيل فُعلا
حيث يُشترط فى الفعل الذى يُصاغ منه فعلا التعجب سبعة شروط هى :
الشرط الأول : أن يكون فعل ثلاثي .
الشرط الثاني : أن يكون متصرف فلا يأتى من غير متصرف كنعم وبئس وليس وعسى .
الشرط الثالث : ان يكون معناه قابل للمفاضلة فلا يأتيان من مات وفنى ونحوهما غذ لا مزية فيهما لشىء على شىء .
الشرط الرابع : أن يكون تام فلا يأتى من الأفعال الناقصة ككان وأخواتها .
الشرط الخامس : ألا يكون الفعل منفى مثل : ما ضربت زيداً .
الشرط السادس : ألا يكون الوصف منه على وزن أفعل مثل : أسود , أحمر , أحول , أعور فلا يصح أن تقول : ما أسوده .
الشرط السابع : ألا يكون مبنى للمجهول مثل : ضُرب زيد فلا يصح أن تقول : ما أضرب زيد تريد التعجب من الضرب الذى وقع على زيد حتى لا يلتبس بضرب أوقعه زيد .

وأشدد أو أشد أو شبههمــــا   يخلف ما بعض الشروط عدما
ومصدر العادم بعد ينتصب   وبعد أفعِل جـــــره بالباء يجب
معنى قول ابن مالك : أن الأفعال التى لم تتوافر فيها شروط التعجب يمكن التعجب منها بإضافة أشد أو أقبح أو الكلمات المشابهه لهما فتقول : ما أشد حمرته , ما أقبح عوره , أقبح بعوره , أشدد بدحرجته  فيُنصب بعد أفعَل ويجر بعد أفعِل .

وبالندور أحكم لغير ما ذُكر   ولا تقس على الذى منه أُثر
معنى قول ابن مالك : أنه قد تاتى بعض الأفعال التى قلنا فيها لا يصح بناء التعجب منها مثل : ما أخصره من أُختصر فعل مبنى للمجهول وزاد عن ثلاثة , ما أحمقه والوصف فيه على وزن أفعل , ما اعساه وأعسى من عسى , وهذا نادر ولا يجب القياس عليه .


وفعل هذا الباب لن يُقدمـــــا   معموله ووصله بما أ ْلزمــــــــا
وفصله بظرف أو بحرف جر   مستعمل والخلف فى ذاك استقر
معنى قول ابن مالك : أنه لا يجوز تقديم معمول أفعل التفضيل عليه فلا يصح أن تقول : زيداً ما أحسن , ولا يصح أن تقول : بزيد أحسن .
كما أنه لا يجوز أن تفصل بينه وبين معموله بفاصل فلا تقول : ما أحسن الدرهم مُعطيك تريد بذلك أن تقول : ما أحسن مُعطيك الدرهم ,  ولا تقول : ما أحسن بزيد ماراً تريد من ذلك أن تقول : ما أحسن ماراً بزيد , ولا تقول : ما أحسن عندك جالساً تريد ان تقول : ما أحسن جالساً عندك .
أما إذا كان الظرف أو الجر والمجرور معمولان لفعل التعجب جاز الفصل بهما مثل : لله در بنى سليم ما أحسن فى الهجاء لقاءها , واكرم فى اللزبات عطاءها ,  وأثبت فى المكرمات بقاءها . اللزبات : وقت الضيق

وقال نبى المسلمين تقدمـــــــــــــوا   وأحبب إلينا أن نكون المقدمـــــا
خليلى ما أحرى بذى اللبن أن يُرى   صبوراً ولكن لا سبيل إلى الصبر
الشاهد الأول : إلينا حيث فصل به بين فعل التعجب وفعله وهو المصدر المكون من أن المصدرية والفعل المضارع (كونك) وهذا الفصل جائز لأن الجار والمجرور معملان لفعل التعجب .
الشاهد الثاني : بذى اللب حيث فصل به بين فعل التعجب ومفعوله المصدر المكون من أن المصدرية والفعل المضارع (رؤية) وهذا يجوز لأن الجار والمجرور معمولا فعل التعجب .


 
كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل