أسباب ظهور الفرق الإسلامية

قبل أن نتطرق إلى الموضوع أحببت أن أذكر هذا الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم 
قال صلى الله عليه وسلم : افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة
رواه أبو داود من حديث أبى هريرة
وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة

أسباب ظهور الفرق الإسلامية
أولاً: أول أسباب ظهور هذه الفرق يتمثل فى بعد المسلمين عن المنهج الإسلامي الصحيح ، فقد تضمن الكتاب والسنة كُل ما يهدي المسلمين إلى طريق الحق ، ولذا فهما معيـار الاستقامة وعدم الانقسام على النفس .
ثانياً : كذلك فإن من أسباب ظهور هذه الفرق إتاحة بعض المسلمين الفرصـة للتأثير الأجنبي فيهم من خلال الثقافات الوافدة التي استطاعت أن تنفذ إلى بعض فئات المجتمع الإسلامي الهامة فتأثرت وأثرت .
وساعد على ذلك دخول الحاقدين ساحة التأثير في المنهج الإسلامي ، فبدأ نوع من الاستقطـاب لقطاع كبير من المسلمين  فانحرفوا بعقيدتهم ، وبدؤوا يضعون بعض المبادىء الهدامة التي واكبت مسيرتهم . لذا فقد كان إعطاء الفرصة للتأثير الأجنبي ـ سواء من خلال الثقافات الوافدة أو من خلال الحاقدين ـ  أثر هام في تكوّن هذه الفرق .
ثالثاً : وإذا كان العاملان السابقان قد أوجدا - مع غيرهما - مناخ التفرق وساعدا على وجوده وتغلغله في المجتمع إلا أن هناك عاملاً ثالثاً ساعد على استمرار هـذا التفرق ، ويتمثل  هذا العامل في ركون بعض المسلمين إلى السلبية وعدم قيامهم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حيث لم يسعوا سعياً  حثيثاً لرأب الصدع واستشعار المعنى العميق للوحدة الإيمانية وما تستلزمه من محبة وأخوة .
وقت ظهور هذه الفرق
نشأت الفرق الإسلامية في أواخر عصر الخلفاء الراشدين، وتبلورت أفكارها في العصور التالية ، ثم تعمق وجود هذه الفوارق لأسباب لاحقة .
أما في عهد الرسالة وبداية عهد الخلفاء الراشدين فقد كان المسلمون يشكـلون وحدة حقيقية ، عقيدة وفكراً وجماعة ، وإذا ظهر خلاف ما في الرأي ، فسرعان ما ينتهي إلى وفاق ، بسبب الاحتكـام المباشر إلى الكتاب والسنة .
وبدأت الفتن والفرقة بين المسلمين في أواخر عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ... حيث جأر البعض بالشكوى من ولاة عثمان  ثم  بدأت الشكوى من عثمان ذاته بمقولة : إنه يولي العمـال من ذوي رحمه ، ثم تحولت الشكوى إلى الطعن في دينه على يد بعض المارقين الضالين .
ثم قُتل عُثمان رضي الله عنه مظلوماً بيد فئة ظالمة غُرر بها .. ففتح بذلك باب القتل والقتـال بين المسلمين .
وبعد تولي علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة ، اتهمه البعض بأنه مالأ قتلة عثمان ، ولم يقتص منهم ؛ فوقع القتال بين علي وبين الزبير وطلحة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعاً . ثم وقع قتال بين علي ومعاوية ... وانتهى بواقعة التحكيم المعروفة .
وبعد التحكيم كانت البداية الفعلية للافتراق في الأمة بظهور الخوارج والشيعة .
وكانت الأولى  الخوارج قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كان أول من فارق جمـاعة المسلمين من  أهل البدع الخوارج المارقون .
وقال : وهم أول من كفّر أهل القبلة بالذنوب ، بل بما يرونه هم من الذنوب ، واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك  . وسموا بالناصبة أيضاً لمناصبة علياً رضي الله عنه وآله العداء ، وصرّحوا ببغضهم . وظهروا في 10 من شهر شوال عام 37 ببيعتهم ( عبد الله بن وهب الراسبي ) .
الثانية : الشيعة : أي من ادعوا أنهم شيعة عليّ وأبناؤه ، وقد افترقوا على فرق عدة أقلها غلّواً من قال منهم بأن عليًا أولى بالخلافة من أبي بكر وعمر مثل الزيدية .
وظهر بجانب مسألة التكفير مسألة القدر التي قال  بهـا معبد الجهني في آخر القرن الأول ، وكثر الكلام حولهما في آخر عهد علي بن أبي طالب .
ثم ظهرت المرجئة في آخر القرن الأول كذلك . ثم ظهر التعطيل على يد الجعد بن درهم والجهم بن صفوان في أول القرن الثاني الهجري .
ثم نادي جهم بن صفوان في أوائل القرن الثاني الهجري بالجبر وهو الذي قال : لا إرادة للإنسـان  بجوار إرادة الله .
وظهرت المعتزلة التي تنادي بالإرادة الإنسانية المطلقة ، لأنه سبحانه وتعالى خلق الإنسان حراً مختاراً  وهذه الحرية هي أساس التكليف وعليها يترتب الحساب والعقاب .
ثم أثيرت مسألة صفات الله وكلامه ، ومسألة خلق القرآن ، أهو مخلوق أم قديم ؟ أثار ذلك  الجهم ابن صفوان والجعد بن درهم في العصر الأموي ، ثم اشتد الأمر  في العصر العباسي، فكان امتحان إمام أهل السنة أحمد بن حنبل .
وتعددت الفرق وتشعبت بتأثير كتب الفلسفة اليونانية والهندية التي ترجمت إلى العربية ، فأصبحت الفرق فرقاً متعددة ، وهكذا انقسمت المعتزلة إلى فرق كثيرة . منها : الواصلية ورائدها واصل بن عطاء ، والهذلية ورائدها أبو الهذيل العلاف .
وانقسمت الشيعة إلى فرق أقل غلواً وفرق غالية انحرفت كلياً عن طريق الإسلام مثل الإسماعيلية والنصيرية والدروز وغيرهم .
ثم ظهرت الأشاعرة والماتريدية للتصدي للفلاسفة والباطنية  والرافضة ولكسر سورة المعتزلة الجهمية ، فكان لهم جهادهم المشكور إلا أنه كان لاستخدامهم مناهج الفلاسفة والمتكلمين ومحاولة التوفيق بينهم وبين أهل السنة والجماعة أثره البالغ في تأثرهم ببعض أفكارهم وعقائدهم على ما سيأتي بيانه .
تذكر
فى هذا البحث قد تحدثنا عن أسباب ظهور الفرق الإسلامية وإنقسام المسلمين على أنفسهم وإجملنا هذه الأسباب فى ثلاثة أسباب ألا وهى :
أولا : بعد المسلمين عن كتاب الله وسنة رسوله .
ثانيا : السعى الأعمى وراء الثقافات الأخرى وتقليدها الأعمى بما لا يتناسب ورح ديننا وثقافتنا الإسلامية وهو ما زال مستمر إلى الآن للأسف .
ثالثا : ركون بعض الطوائف إلى السلبيه وهى المقولة الشهيرة فى عالمنا الآن (مش أنا اللى هصلح الكون ) بمعنى آخر نسينا أو تناسينا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
لو نظرت إلى هذه الأسباب بعن فاحصة لوجدت أنك من الممكن أن تلخصهم فى سبب واحد وهو البعد عن المنهج الإسلامي .
والدليل على ذلك هذه الآحاديث التى نُقلت عن المعصوم الذى لا ينطق عن الهوى ولكن ينطق بكل ما هو أُوحى إليه ... اسمع وتدبر
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: "يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ،  وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده
الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب

عن ذرة بنت أبي لهب رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله من خير الناس قال أتقاهم للرب عز وجل وأوصلهم للرحم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر
الراوي: درة بنت أبي لهب المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال لا إله إلا الله تنفع من قالها وترد عنهم العذابَ والنقمة ما لم يستخِفوا بحقها قالوا يا رسول الله وما الاستخفاف بحقها قال يظهر العمل بمعاصي الله فلا يُنكر ولا يُغير
الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب

عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أخوفَ ما أخافُ عليكم بعدي كل منافق عليم باللسان
الراوي: عمران بن حصين المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب

عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائرٍ فأمرَه ونهاه فقتله
الراوي: جابر المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب

قال تعالى : وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعا وَلا تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أعْدَاء فَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .
فى نهاية الموضوع لا تنسى مقولة الغرب "فرق تسود" فهذا ما يسعون إليه دائما أبدا
أنشر الموضوع لتوعية غيرك

كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل