مقدمة للأدب العربي

تعريف الأدب : هو الكلام البليغ المعبر عن نفس قائله والمؤثر فى نفس سامعه بما فيه من حسن الصياغة وجمال التصوير .
تطور مفهوم الأدب قبل أن يصل إلى هذا المعنى بتطور الحياة العربية وإنتقالها من حياة البداوة إلى حياة المدنية والحضارة .
ففى الجاهلية (يقدر ب مائة وخمسون قبل بعثة النبى) :  كانت كلمة الأدب تعنى الدعوة إلى الطعام فيقول طرفة بن العبد :
نحن فى المشتاة ندعو الجفلى  لا ترى الآدب فينا ينتقر
أي :   نحن فى الشتاء ندعو  للطعام دعوة عامة للناس ولا ترى الداعى للطعام يختار ناسا دون آخرين .
وفى العصر الإسلامي (يمتد من بداية الدعوة الإسلامية حتى سقوط الدولة الأموية عام 750م) :  استعمل النبي _صلى الله عليه وسلم_ كلمة الأدب بمعنى التهذيب والتربية ففى الحديث الشريف يقول:"أدبنى ربي فأحسن تأديبي" .
وفى العصر الأموي :  اكتسبت الكلمة بالإضافة إلى المعنى التهذيبى الخلقي معنى تعليمياً ستصل بدراسة التاريخ والفقة والقرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والنثر وأفرع الثقافة المختلفة وتعليمها للناشئة .
وفى العصر العباسي الأول (يقدر بمائة عام) :  نجد المعنيين المتقدمين وهما التهذيب والتعليم يتقابلان فى استخدام الناس فقد سمى ابن المقفع رسالين له تتضمنان ضروبا من الحكم والنصائح الخلقية والسياسية باسم الأدب الصغير والأدب الكبير .
وفى العصر العباسي الثانى (يستقل ببقية العصر حتى سقوط بغداد 1258م) :  استقل الأدب عن النحو واللغة وصارت كلمة أدب تطلق على معرفة أشعار العرب وأخبارهم ثم اتسع مفهوم الأدب ليشمل كل أنواع المعارف غير الدينية التى ترتقي بالإنسان .
وفى العصر الحديث (يمتد إلى أيامنا الحاضرة) :  دلت الكلمة على معنين الأول معنى عام : يشمل كل ما كتب فى اللغة مهما كان ومهما كان اسلوبه سواؤ أكان علماً أم فلسفة أم أدبا خالصاً فكل ما ينتجه العقل والشعور يسمى أدباً.
الثانى معنى خاص :  وهو الأدب الخالص الذى يراد به التعبير عن معنى من المعاني باسلوب جميل مؤثر فى عواطف قارئه وسامعه على نحو ما هو معروف اليوم .

أقســـام الأدب
ينقسم الأدب إلى قسمين :
الأول : الشعر وهو كلام موزون مقفى دال على معنى .
الثانى : النثر وهو كل ماليس بشعر , والنثر نوعان الأول : نثر عادى : وهو الذى يجرى فى محاورتنا اليومية دون أن يخضع لأية قواعد أو أسس وهذا لادخل للأدب به .              الثانى : النثر الفني : وهو الذى يقابل الشعر  ويماثله بما فيه من دقة العرض وجمال السبك وسمو فى المعاني وروعة الأخيلة وأسلوب موسيقي تتوافق فيه الفواصل وتنسجم فتتمتع به الأذن والأذن .
نثر العرب قبل الإسلام
كان للعرب قبل الإسلام نثر  لم يصلنا منه الكثير كالشعر لصعوبة حفظه وتذكره ,وقد شكك البعض فى أن يكون للعرب قبل الإسلام نثر  على غرار مالهم من شعر وقد استندوا فى ذلك إلى أن العرب كانوا يعيشون حياة بدوية أولية ساذجة والنثر الفنى يحتاج إلى حياة عقلية متطورة وهو رأى فيه جور وعدم إنصاف فالعرب كغيرهم من الأمم تمتعوا بحياة عقلية ناضجة يشده بذلك القرآن الكريم الذى رماهم بالجدل والحجاج العقلي وتحداهم بأن يأتو بمثله آية أو آيتين وهذا أكبر دليل على تفوق العرب فى فن النثر إذ أن التحدى لا يكون له معنى إلا إذا كان فى الناحية التى يزعم المتحدى أن له فيها نبوغاً ويدعي لنفسه عليها قوة وإقتدار .
سبب ضياع النثر الجاهلي
يقول الدكتور ذكى مبارك :"وخلاصة ما أراه أنه كان للعرب نثر فنى يتناسب مع صفاء أذهانهم وسلامة طباعهم ولكنه ضاع لأسباب : الأول : شيوع الأمية , الثانى : قلة التدوين , الثالث : بعد ذلك النثر عن الحياة الجديدة التى جاء بها الإسلام ودونها القرآن".
صور النثر فى الجاهلية
تعددت صور النثر عند العرب الجاهليين من أمثال وقصص ووصايا وسجع كهان ومفاخرات ومنافرات ولكن أكثر هذه الألوان تأثيراً كانت الخطابة .
الخطابــــــــــــــة
تعريفها : هى كلام يُوجه إلى جمهور من الناس بقصد بث فكرة معينة بينهم وإثارة مشاعرهم تجاها .
دواعي الخطابة فى الجاهلية
أولاً :  التحريض على القتال .
ثانياً : إثارة الهمم والعزائم .
ثالثاً : الدعوة للسلام الإجتماعي .
رابعاً : تقوية أواصر القربى .
خامساً : قطع دابر الخصومات .
سادساً : تبادل التهانى والتعازى والسفارات .
أثر الإسلام فى الخطابة
أولاً : تخلصت الخطابة من كل لون قديم لا يتفق وروح الإسلام فتخلصوا من سجع الكهان المرتبط بالديانات الوثنية وتخلصوا من خطب المنافرات التى تدعوا إلى بث روح الفرقة والخلاف ووجد تفاخر من نوع آخر وهو تفاخر التقوى والأعمال الحسنة .
ثانياً : كما أثر الإسلام فى معانيها واسلوبها وألفاظها فصارت المعاني إسلامية مستمدة من القرآن والحديث وعلى هدي هذه المعاني أصبح التحميد فى بداية كل خطبة سنة وإذا خلت الخطبة من التحميد سميت هذه الخطبة "بتراء" .
ثالثاً : كما شاعت فى الخطب الألفاظ التى تحمل قيم الإسلام ومبادئه كالإيمان والإسلام والبعث والنشور واليوم الأخر وكثُر الإقتباس من القرآن وأطلقوا على الخطبة التى تخلو من الإقتباس "شوهاء".
رابعاً : تحرر الإسلوب من السجع المتكلف فأصبح السجع عفوياً .
لو عجبك الموضوع لا تبخل بنشرة بأحد وسائل النشر هذه
كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل