االعدل فى الحكم

ينبغى على الحاكم العادل ألا يستمع إلى حجة طرف واحد من المتخاصمين ولكن عليه أن يستمع إلى حجة الطرفين لكى يكون حكمه عادل ولا يظلم أحد الطرفين , وخير حكم فى هذا الموضوع حكم رب العزة الذى قال فى كتابه العزيز :" وهل أتاك نبأ الخصم إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب"
فقوله تعالى :"هل أتاك نبأ الخصم" فيها استفهام وهو هنا استفهام لغرض بلاغي وهو التشويق إلى هذه القصة ليعتبر الإنسان بما فيها من حكمة وعظة فهذان المتخاصمان قد قفزا من السور إلى محراب سيدنا داوود عليه السلام وهو المكان الذى يصلى فيه ففزع منهم سيدنا داوود لأن طريقة دخولهم غير طبيعية فقالوا لاتخف فإننا خصمان بغى بعضنا على بعض وطلبو منه أنه يحكم بينهما بالعدل فقال أحدهم :"إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة وليى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى فى الخطاب" أى : هذا أخى له تسع وتسعون شاة ولى واحدة فقط فطلب منى أن يضمها إلى نعاجة .
فقال له سيدنا داوود دون أن ينظر إلى قول الخصم الآخر ودون أن يستمع إلى حجة الخصم الآخر :"لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجة"
فقال الله تعالى :"وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم"
عندها استغفر سيدنا داوود ربه وخر راكعا وأناب
فلا تتعجل أيها الأخ الكريم فى الحكم على الناس ولا تتعجل فى الحكم بين المتخاصمين لأن هذا الحكم ستسأل عنه يوم القيامة أمام الله عزوجل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .


كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل