حسن الخاتمة

يجب على الشاعر أو الكاتب أن يخص الخاتمة بقدر كبير من الإهتمام وذلك لأسباب هى :أنها آخر ما يتبقى فى السمع ,وبسبب موقعها قد تحفظها الذاكرة دون غيرها من مقاطع النص .
ويرى ابن أبى الإصبع أن اهتمام القدماء كان قليلاً بالخاتمة على عكس المحدثون الذين اعتنوا عناية كبيرة بها ومن هؤلاء الذين اعتنوا بحسن الخاتمة أو نواس فى قصيدة مدح بها الخليفة الأمين
فبقيت للعلم الذى تهدى به   وتقاعست عن يومك الأيام
وفى نهاية القصيدة يمدح الخصيب والى مصر بقوله:
أنت الخصيب وهذه مصــــــــر   فتدفقا فـــــــــــــــــكلاكما بحــــــــــــــــر
لا تقعدا بى عن مدى املـــي   شيئاً فما لكما به عـــــــــــــــــــــــــذر
ويحق لي إن صرت بينكمــــا   ألا يحل بساحتي الفقــــــــــــــــــــر

صور الختام فى الشعر
أولاً : قد يختم بالوعظ والحكمة كما فى معلقة زهير بن أبى سلمى
سئمت تكاليف الحياة ومـــــــــــــــــــن يعش   ثمانين حولاً لا أباً لك يســــــــــــأم
وأعلم علم اليوم والأمس قبلــــــــــــــــــــــــــــــــه   ولكنى عن علم ما فى غد عمى
رأيت المنايا خبط عشواء من تصــب   تُمته ومن تخطىء يعمر فــــــــيهرم
ومن لم يُصانع فى أمور كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــثيرة   يُضرس بأنياب ويُوطأ بمنســـــــــــم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه   يفره ومن لا يتق الشتم يشتـــم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضلــــــــــــــــــــه   على قومه يستغن عنه ويُــــــــذمم
وقد ختم طرفه بن العبد البكري معلقته بالحكمة أيضاً
ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلاً   ويأتيك بالأخبار من لـــــــــم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع لـــــــــــــه   بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد
وقد سلك البارودي نفس المسلك فقد ختم قصيدته بثلاثة أبيات من الحكمة
وقرين الســـــــــــــــــــــــــوء مجلبةٌ   لدواعي الهم والمـــــــــحن
فأترك الدنيا فلست ترى   صاحباً إلا على دخــــــــــن
من جرى فى غــــير حلبته    كان موقوفاً على الظنن

ثانياً : وقد تجمع نهاية القصيدة بين فخر الشاعر بشعره وبين الحكمة كما فى قول البارودي
فكيف ينكر قومي فضــــــــــــــــــل بادرتي   وقد سرت حكمي فيهم أمثالي
أنا ابن قولى وحسبى فى الفخار به   وإن غدوت كريم العم والخال
ولى من الشعر آيــــــــــــــــــــات مفصـــــــلة   تلوح فى وجنة الأيام كالخـــــــــــال
ينسى لها الفاقد المحزون لــــــــوعته   ويهتدى بسناها كل قــــــــــــــــــــــــــــوال
فانظر لقولى تجد نفسى مصـــــــــــورة   فى صحيفتى فقولى خط تمثال
ولا تغرنك فى الدنيا مشاكلــــــــــــــــــــــــةٌ   بين الأنام فليس النبع كالضـــال
إن ابن آدم لولا عقله شـــــــــــــــــــــــــــــــبحٌ   مركب من عظام ذات أوصــــــــال

ثالثاً : وقد تختم القصيدة بالدعاء كما فى خاتمة قصيدة للبارودي كان يمدح فيها الخديوي عباس حلمى الثانى وختمها بالدعاء له
لتهن بك الدنيا فأنت حمالها   فلولاك أمس جيدها وهو عـــــاطل
ودم للفلا ما ذر بالأفق شارق   وماض منشوق على الأيك هادل
ولا زالت الأيام تتلو مدائحي   عليك ويمليها الضحى والأصائل



كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل