مرارة الموت


روي ان فتية من اولاد ملوك بني اسرائيل كانوا متعبدين ، وانهم خرجوا يسيرون في البلاد ليعتبروا ، فمروا بقبر على ظهر الطريق قد سفى عليه السافي ، ليس يتبين منه الا رسمه ، فقالوا لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فسألناه كيف وجد طعم الموت ، فدعوا الله وكان دعائهم الذي دعوا الله به :

« اللهم انت الهنا يا ربنا ، ليس لنا اله غيرك ، والبديع الدائم غير الغافل ، الحي الذي لا يموت ، لك في كل يوم شأن ، تعلم كل شيء بغير تعليم ، انشر لنا هذا الميت بقدرتك ».

قال : فخرج من ذلك القبر رجل ابيض الشعر ينفض رأسه من التراب فزعا شاخصا بصره الى السماء ، فقال لهم : ما يوقفكم على قبري؟ فقالوا : دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت؟

فقال لهم : لقد مكثت في قبري هذا تسعة وتسعين سنة ماذهب عني الم الموت وكربه ، ولا خرجت مرارة طعم الموت من حلقي.
فقالوا له : متّ يوم متّ وانت على ما نرى ابيض الرأس واللحية؟ قال : لا ، ولكن لما سمعت الصيحة ، اخرج ، اجتمعت تربة عظامي الى روحي فبقيت فيه ، فخرجت فزعا شاخصا بصري مصطعا الى صوت الداعي ، فابيض لذلك رأسي ولحيتي
كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل