فصاحة الكلام


فصاحة الكلام عند الخطيب القزويني
يرى القزويني أن فصاحة الكلام تعنى أن يخلو الكلام من خمسة أشياء :
الأول : ضعف التأليف .
الثاني : تنافر الكلمات .
الثالث : التعقيد .
الرابع : التكرار .
الخامس : تتابع الإضافات .
وإليكم الشرح ...


أولاً : ضعف التأليف .
يعطى القزويني مثال على ضعف التأليف ويرى من ضعف التأليف أن يعود الضمير فى الكلام على متأخر فالأصل أن يعود الكلام على متقدم حيث أن الضمير يجب أن يعود فى الكلام على اسم قد سبقه
كما فى قولنا : ضرب غلامهُ زيداً
والأصل أن نقول : ضرب زيداً غلامه
ولكن البعض أجاز أن يعود الضمير على متأخر لقول النابغة الزبياني
جزى ربهُ عنى عَدىَّ بن حاتم   جزاء الكلاب العاويات وقد فعل
حيث أن ترتيب الكلام هنا جزى عدى بن حاتم ربهُ

ثانياً : التنافر .
وقد تكون بسببه الكلمات متناهة فى الثقل على اللسان وصعوبة النطق بها متتابعة
كما فى قول الجاحظ :
وقبر حرب بمكان قفر   وليس قُرب قبر حرب قبر
وكما فى قول أبى تمام :
كريم متى أمدحه أمدحه والورى   معى وإذا ما لمته لمته وحدى
ففى قوله أمدحه ثقل لما بين الحاء والهاء من تنافر

ثالثاً : التعقيد .
بمعنى ألا يكون الكلام ظاهر فى دلالته على المعنى المراد ويرجع ذلك لسببين :
الأول : يرجع للفظ وعدم ترتيب الكلام فلا يستطيع السامع التوصل إلى المعنى المراد
كما فى قول الفرزدق :
وما مثله فى الناس إلا مملكاً   أبو أمه حىُّ أبوه يُقاربه
فكان يجب أن يقول : وما مثله فى الناس حى يقاربه إلا مملكا أبوأمه أبوه .
فالفرزدق هنا يمدح إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي خال هشام بن عبد الملك فقال :
وما مثله فى الناس : أى لا يوجد شبية لإبراهيم فى الناس ولا يوجد ند له .
إلا مملكاً :  أى سوى هشام بن عبد الملك هو الوحيد الذى يشابه خاله إبراهيم .
أبو أمه أبوه : أى أبو أم هشام بن عبد الملك هو أبو إبراهيم بن هشام .
فالضمير فى أمه يعود على هشام بن عبد الملك والضمير فى أبوه يعود على إبراهيم بن هشام
لكن الفرزدق فصل بين أبو أمه "المبتدأ" والخبر "أبوه" بكلمة حى وبذلك أصبح المعنى غير واضح يصعب على السامع التوصل إليه .

الثاني : يعود إلى المعنى حيث لا يستطيع ذهن القارىء الإنتقال من المعنى الأول إلى المعنى الثاني المرتبط بالأول واللازم له كقول العباس بن الاحنف :
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا   وتسكب عيناي الدموع لتجمدا
فالشاعر يقول فى هذا البيت أنه سيبتعد عن محبوبته ويسكب الدموع حتى يقربوا منه ويسعد بلقياهم لأنه يعلم أن الزمان دائما يأتى بكس ما يريده المرء ولكن الشاعر هنا أخطأ عندما أراد التعبير عن السرور بجمود العين وعدم سكب الدموع لأن الجمود يأتى بمعنى البخل وليس السرور .

رابعاً : كثرة التكرار.
 بأن يكرر اللفظ الواحد، فيأتي به مرتين أو أزيد.
قال الشاعر:
اني واسطار سطرن سطرا            لقائل يا نصر نصر نصرا

خامساً : تتابع الاضافات .
بأن تتداخل الإضافات قال ابن بابك:
حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي            فأنت بمــــرأى مـــن سعاد ومسمع



كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل