المقدمة

تعريفه عند البلاغيين 
هو علم يعرف به تحسين وجوه الكلام بعد رعاية المطابق لمقتضى الحال.
وهذا التعريف يحتاج إلى مراجعه لأنه قد يشى بأن الأدب مجرد صناعة وعلى الأديب توشيتها وتزينها حتى تجمل فى أنظار المتلقين وعلى ذلك يتحول الأدب من كونه تعبير صادق عن المشاعر والأحاسيس التى تدور فى وجدان الإنسان إلى تعبير خارجى خالى من الصدق والحس الصادق والرؤية النافذه .
وطبقا لهذا التعريف يخرج ما ينتجه الأديب فى مرحلتين :
الأولى :مرحلة الإيضاح ومراعاة المطابق لمقتضى الحال .
الثانية : مرحلة يعكف فيها الأديب على النظ العقلى فيما أنتجه ليضفى جمالا خارجيا عليه .
وكان لهذه النظرة فى تعريف علم البديع وبخاصة لدى البلاغيين المتأخرين أثرها فى ان يتحول الأدب إلى ضرب من ضروب الزينة والزخرفة والبرقشة الخالية من كل حس وأن تصبح مهارة الأديب متوقفة على إفراطة فى استخدام صور البديع .
كذلك نرى ان هؤلاء البلاغيين أساءوا النظر إلى الأدب حين قسمو المحسنات البديعية إلى قسمين :
القسم الأول :المحسنات اللفظية وهى المحسنات التى يكون التحسين راجع فيها أولا إلى اللفظ ثم المعنى .
القسم الثانى : المحسنات المعنوية وهى المحسنات التى يكون التحسين فيها راجع إلى المعنى اولا ثم اللفظ .
وهذه القسمة تعيدنا إلى ثنائية اللفظ والمعنى فكأن كلا منهما منفصل عن الأخر , وكان الأديب حين يفرغ مما كتبه يتناول معانى الموضوع بالمحسنات المعنوية ثم بعد ذلك يتجه للألفاظ فيتناولها بالمحسنات اللفظية .
فالمنطق والإهتمام بالمنطق أفسد على البلاغيين أمر البلاغة حين عمدوا أولا إلى الإكثار مثل المناطقة فوضعو التعريفات والحدود وحين لجأوا ثانيا إلى الإفراط فى التقسيمات والأنواع ففرقوا بين اللفظ والمعنى .
تعريف البديع فى اللغة
البديع من مادة بدع وهو بمعنى الجديد .
تعريف البديع فى الإصطلاح 
البديع فى كتب البلاغة والنقد مرتبط بمعنى الجديد ,فهو فى البلاغة بمعنى الجديد فى بناء الشعر والظواهر التى تمس بناء الشعر.
وقد جاء هذا اللفظ فى القرآن مرتين فى قوله تعالى :"بديع السموات والأرض" وهذا اللفظ هنابمعنى أن الله –تعالى- خالق السموات والأرض , كما جاء فى قوله تعالى :"قل ما كنت بدعا من الرسل" وهذا اللفظ هنا بمعنى ما كنت أول رسول يرسله الله ولكن أرسل من قبلى الكثير .
وليست البدعة بالضرورة مذمومة فابن الأسير يرى أن البدعة نوعان
النوع الأول :بدعة الهدى وهى ما توافق القرآن والسنة .
النوع الثانى :بدعة الضلال وهى ما خالفت القرآن والسنة .
وعن النبى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :من أستن سنه حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة , ومن أستن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .
وعن عمرو بن الخطاب –رضي الله عنه-  أنه قال عن قيام رمضان نعت البدعة هذه .
وكان أول من دون كلمة البديع وتحدث عنها هو الجاحظ فى معرض حديثه عن الشعراء الذين شكلو إتجاة إقترن باسم البديع , وقد وضع تأريخ فى دراسة البديع وتطوره مع الشعر يتمثل فى ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى :يرى الجاحظ فى هذه المرحلة أن أول من استخدم هذا الفن هو الشاعر بشار بن برد وهو شاعر مخضرم عاش العصر الأموي والعباسي .
المرحلة الثانية :يرى  فيها أن الذى يلى بشار بن برد فى هذا الفن هو القباني وهو شاعر عباسي .
المرحلة الثالثة :تتمثل هذه المرحلة فى مسلم بن الوليد ومنصور النمري شاعران عباسيان .
كان الجاحظ ينسب نشأة البديع للشعراء القدامى والمخضرمين الذين عاشو العصر الجاهلي والإسلامي مثل :الأشهب بن رميلة ,كما كان يرى أن البديع قاصر على العرب ويجعله السبب الذى تفوقت به لغة العرب ,وقد رفع الجاحظ من شأن البديع حتى جعله من الأمور التى تتباها بها العرب .
مفهوم البديع عند الجاحظ :
كان الجاحظ يقصد بالبديع الإستعارة ولم يهتم الجاحظ بذكر التعريفات الجامعة المانعة للمصطلحات التى يعرض لها فى ثنايا كتبه بل كان يكتفى بالإشارة إليها فتناول أبيات للأشهب بن رميلة .
مثل :
إن الألى حانت بفلج دمائهم هم القوم كل القوم أم خالد
هم ساعد الدهر الذى يلتقى به وما خير كف لاتنوء بساعد
يتناول الجاحظ هذه الأبيات ويعلق عليها فيرى فى ساعد الدهر بديع فالشاعر قد شبه الدهر بإنسان له ساعد وحذف المشبه به واتى بشىء من لوازمه وهو الساعد وهى إستعارة تصريحية .
أوجه إهتمام الجاحظ بعلم البديع
الأول : التأريخ فى نشأة هذا الفن وتطوره .
الثانى : الحديث عن مفهومه أو معناه .
الثالث : لفت الأنظار إلى البديع وبيان أهميته .
وبمقارنة ابن المعتز بالجاحظ نرى أن الجاحظ قد تناول هذا الفن فى عبارات قليلة أما ابن المعتز فقد خصص كتابا للبديع سماه "البديع" وهو أول كتاب فى هذاالفن واورد فى هذا الكتاب امثلة من البديع فى القرآن والسنة والشعر وكلام العرب وشعر المحدثين ليبين أن البديع ليس شيئا جديدا ويبين الخطأ فى نسبة هذا الفن للمحدثين فالمحدثون ليسوا السابقين لهذا الفن فكل ما فى الأمر أن البديع كان قليلا عند القدامى لكنه شاع وأنتشر عند المحدثين فوضع له تعريفواشتهر به .
كما أن الجاحظ ذكر أن البديع واحد وهو الإستعارة,أما ابن المعتز ذكر أنه خمسة هم :الإستعارة,الطباق أو المطابقة, الجناس أو التجنيس , رد إعجاز الكلام على ما تقدمه , المذهب الكلامي "

وينقسم علم البديع لقسمين

القسم الأول : المحسنات المعنوية
تعريفها : هى المحسنات التى يرجع التحسين فيها إلى المعنى أولا ثم اللفظ .
أنواعها : الطباق ,المقابلة , حسن التعليل , المذهب الكلامي , المبالغة , صحة التقسيم , تجاهل العارف , المدح بما يشبه الذم ، الذم بما يشبه المدح , الإستطراد ، العكس والتبديل , اللف والنشر , التوجيه , التجريد , الإطراد , القول بالموجب , حسن الإبتداء , حسن التخلص , حسن الخاتمة.


القسم الثاني : المحسنات اللفظية 
هى المحسنات التى يرجع بها التحسين إلى اللفظ أولاً ثم المعنى وتشمل "الجناس , رد العجز على الصدر , السجع , التصريع ، الترصيع ، القلب , التشريع , لزوم مالا يلزم"
كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل