المبالغة


تعريفها : هى أن يدعي الشاعر لوصف أنه بلغ من الشدة أو الضعف حداً مستبعداً ومستحيلاً .
أقســامها : تنقسم إلى ثلاثة أقسام هى ( تبليغ , إغراق , غلو ) .

أولاً : التبليغ

تعريفه : هو أن يدعى الشاعر وصفاً ممكناً عقلاً وعادةً .
كقول الشاعر : أقسمت أنساها وأترك ذكراها   حتى  تغيب فى التراب عظامي.
فالشاعر هنا يبالغ فى وصفه لمدة نسيانة لمحبوبته فأقسم أن ينساها ما دام حياً , وهذا أمراً ممكن عقلاً وعادةً.
وكقول الشاعر : فعادى عداء بين ثور ونعجة   دراكاً فلم ينضح بماء فيغسل .
فالشاعر هنا يبالغ فى وصف حصانه بالسرعة حتى أنه أدرك فى شوط واحد ثور وبقرة وحشية وعلى الرغم من ذلك لم يظهر على جسده عرق وهذا أمر ممكن عقلاً وعادةً .

ثانياً : الإغراق

تعريفه : هو أن يكون الوصف المُدَعى ممكناً عقلاً لا عادةً .
كقول المتنبى : كأنى هلال الشك لولا تأوهى   خُفيت فلم تُهد العيون لرؤيتى
وكقول آخر : كفى بجسمى نحولاً أننى رجلاً    لولا مُخاطبتى إياك لــــــــــم ترنى
وكقول بشار بن برد : فى حُلتى جسم فتى ناحل    لو هبت الريــــــــــــح به طاحا
فالمتنبى فى البيت الأول يبالغ فى وصف نفسه بالنحولة حتى أنه شبه نفسه بهلال الشك الذى يحتاج إلى تمعن وتدقيق لرؤيته إلا أن الفرق بينه وبين الهلال أنه يصرخ وينازع ولولا ذلك لم تراه العيون .
والشاعر فى البيت الثانى أيضا يبالغ فى وصف نفسه بالنحولة حتى أنه لولا مخاطبته للناس لم تره .
وفى البيت الثالث يبالغ ابن برد فى وصفه بالنحولة حتى أنه لو هبت به الريح لأطاحت به .
وكقول أبى تمام : تعود بسط اليد حتى لـــــــــو أنــــــه   ثناها لقبض لم تطعه أنامله
                    ولو لم يكن فى كفه غير نفسه    لجاد بها فليتق الله ســائله
أبو تمام هنا يبالغ فى وصف ممدوحه بالكرم فهو دائماً يداه مبسوطتان حتى لو أنه حاول أن يقبضها بقصد البخل لرفضت أناملة الإنصياع له , كما أنه لو لم يكن معه غير نفسه لتصدق بها وهذا أمر يمكن تخيله ولا يعقل أن يحدث فى الواقع .

ثالثاً : الغلو

تعريفه : هو وصف الشىء بوصف لا يعقل وقوعه عقلاً وعادةً .
أنواعه : ( غلو مقبول , غلو مردود وغير مقبول ) .
أولاًالغلو المقبول  وهو نوعان :
النوع الأول : وهو ما اتصل به شىء يقربه من حدود الإمكان مثل : ( يكاد , لو , لولا ) .
كقوله تعالى :"الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يُضىء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شىء عليم".
فالمبالغة هنا فى إضائة الزيت وهذا غلو لا يمكن تصوره عقلاً وعادةً لكنه غلو مقبول لدخول يكاد عليه حيث قربته من حدود الإمكان .
وكقول الشاعر : لو أن مشتاق تكلف فوق ما   فى وسعه لسعى إليك المنبر
فالمبالغة هنا فى سعي المنبر وهذا غلو مقبول لدخول لو عليه حيث قربته من حدود الإمكان .
وكقول الشاعر : لو كان يقعد فوق النجم من كرم   قوم بأولهم أو مجدهم قعدو

النوع الثانى : وفيه يكون الغلو مقبولاً لو كان على سبيل الهزل والخلاعة .
كقول الشاعر : أسكر بالأمس إن عزمت على   الشرب غداً إن ذا من العجب
ثانيا : الغلو غير المقبول "المردود" .
وهو الذى يصل بصاحبه إلى الكفر وفيه يصف الشاعر ممدوحه بصفات لا توجد إلا فى الله _عزوجل_.
كقول ابن هانىء الأندلسي يمدح المعز لدين الله :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار   فأحكم فأنت الواحـــد القهـــــار
وكـــانمـــــا أنت النبـــــــــــي محمد   وكــــــــــــــــــأنما أنصـــارك الأنصـــــار
أنت الذى كانت تبشرنـــــــــــــــــــا   به فى كتبها الأحبـار والأخبار
فالشاعر هنا يصف ممدوحة بصفات تصل به إلى الكفر فمرة يصفه بأن مشيئته هى التى تحكم الدنيا ومرة يصفه بأنه النبى محمد وأن حاشيته وأصحابه هم أصحاب وأنصار النبي .
وكقول الشاعر : يترشفن من فمي رشفات   هن فيه أحلى من التوحيد
فالشاعر يصف الرشفه من فمه بأنها أحلى وأعذب من كلمة التوحيد وهذا كفر بالله .
وكقول آخر : لو كان علمك بالإله مقسماً   فى الناس ما بعث الإله رسولا
                أو كان لفظك فيهم ما انزل   القرآن والتوراة والإنجيــــــــــــــــــلا


كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل