القول بالموجب وحسن الإبتداء

تعريفه : هو تصديق كلام الغير وحمله على وجهة آخر , وهو أشبه بحوار بين طرفيين يقول الطرف الأول حكماً فيصدقه الطرف الآخر ولكن يوجهه وجهة أخرى , وأول من أشار إليه من البلاغيين هو ابن أبى الإصبع .
كقوله تعالى :"يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" .
فقد كنى المشركون عن أنفسهم بالأعز وكنو بالإذل عم المؤمنين وأثبتوا الإخراج للأعز فأثبت الله تعالى صفة العزة فى الرد عليهم ولكن لغيرهم فهى لله ولرسوله والمؤمنين .
وكقول الشاعر : وإخوان حسبتهم دروعــــــــــــــاً   فكانوها ولكن للأعـــــــــــــــــــادى
                   وحسبتهم سهامــــــاً صائبات   فكانوها ولكن فى فــــــــــــؤادى
                   وقالوا:قد صفت منا قلوب   لقد صدقوا ولكن من ودادى
وكقول شاعر آخر : قالوا لقد سلوت بعد الإلف قلت   لهم سلوت عن صمتى والبرء من سقمى

حسن الإبتداء

أشار إليه ابن المعتز وجعله من محاسن الكلام والشعر ومثَّل له بأمثلة ظل البلاغيون يتداولونها .
مثل : كليــــــــــــــــــنى لهم يا أميمة ناصبٍ   وليلٍ أقاسيه بطىْ الكــــــــــــــــــــــواكبِ
وكــــــ : أجل أيها الربع الذى خف أهله   لقد أدركت فيك النوى ما تحاوله
وكـــــ : قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ونزل   بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وقيل أن هذا البيت لأمرىْ القيس من البدايات الحسنة لأنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل فى نصف البيت .
لقد إهتم الشعراء بالبداية لأنها أول ما يقع على السامع فإن كانت جيدة فتحت الآذان وارتاحت لها آذان السامعين , وإن كانت سيئة نفرت منها الآذان والأسماع لذلك عابو على أبى نواس بدايته : أربع البلى إن الخشوع لباد , حيث أن ربع البلى بمعنى ربع الهلاك وهى بداية تبعث التشاؤم والحزن .
ولما انتهى من ذلك إلى قوله : سلام على الدنيا إذا ما فُقدتم   بنى برمك من رائحين وغاد
فاشتد تطيرهم ووقعت نكبتهم بد القصيدة باسبوع .
بل إن أبا مقاتل حيت أنشد : لاتقل بشرى ولكن بشريان   غرة الهادي ويوم المهرجــــــــان
أُنتقد نقد موجعاً على الرغم أنه يشير إلى نوعين من البشرى فى البداية هما غرة الخليفة الهادى وعيد المهرجان لكنه بدأ القصيدة بنفى البشرى وقيل أن أبا مقاتل أُوجع ضرباً وقيل له :هلا قلت إن تقل بشرى فعندى بشريان؟

حسن الإبتداء فى القرآن

فقد بدأت السور بالثناء على الله سبحانه , والثناء نوعان :
الأول : إثبات صفات المدح على نحو :
الفاتحة "الحمد لله رب العالمين" .
الكهف "الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا" .
الأنعام "الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" .
الملك "تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير" .

الثانى : تنزيه الله عن صفات النقص بالتسبيح على نحو :
الإسراء "سبحان الذى اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" .
الحديد "سبح لله ما فى السموات والأرض وهوالعزيز الحكيم" .
الجمعة "يسبح لله ما فى السموات وما فى الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم" .
الأعلى "سبح اسم ربك الأعلى" .
وقد جاء التسبيح فى صور مختلفة منها ما جاء على المصدرية ومنها ما جاء على صورة الفعل المضارع ومنها ما جاء على صورة الفعل الماضى ومنها ما جاء على صورة الفعل الأمر فأما ما جاء على صورة المصدر فيعم التسبيح فى كل زمان ومكان , وأما ما جاء منها على صورة الفعل الأمر فهو يعنى سبح لله الجميع فى الماضى ويسبحون فى الحاضر فسبح انت أيضاً يامن تؤمن بالله .



كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل