القدرية


خلاصة هذه المسألة : هل الإنسان مُجبر أم مُخير فى أفعاله ؟
وفى الإجابة على هذا السؤال نجد هناك فرقتين : الفرقة الأولى قالت أن الإنسان مُخير فى أفعاله وغير مُجبر ، والفرقة الثانية  التى قالت أن الإنسان مُجبر فى جميع أفعاله أى أن الله أجبر عباده على أفعالهم .
 سنعرض فى هذا الموضوع رأى الفرقة الأولى
القدرية
أو جماعة القدرية أو فرقة القدرية أو طائفة القدرية أو أصحاب مذهب الإرادة الحرة أو القائلون بالإختيار وهم قوم يُنكرون القدر ولا يعترفون به ، والقدرية قوم يُنسبون إلى التكذيب بما قدر الله من أشياء .
قال بعض متكلميهم : لا يلزمنا هذا اللقب لأننا ننفى القدر عن الله عزوجل ومن أثبته أولى به ، لكنهم يُثبتون القدر لأنفسهم ولذلك سموا أنفسهم القدرية  أى أنهم نُسبوا إلى القدر الذى أنكروه.
ومن القدرية
أولاً : معبد الجهنى .
هو معبد بن خالد الجهنى ، أول أصحاب مذهب الإرادة الحرة فى الإسلام ، نشأ فى المدينة ويبدو أنه عاش فى المدينة معظم حياته ثم إنتقل إلى البصرة فى أواخر أيامه ، وقد كان من تلاميذ أبى ذر الغفاري ، وقد أجمعت كتب الفرق الإسلامية على أن معبد الجهنى هو أول من تكلم فى القدر من المسلمين .
وقد أنكر معبد الجهنى على بنى أمية مظالمهم باسم العدل الإلهى وهناك نص حاسم ثبت أن معبد نادى بنظرية العدل كما عرفها المعتزلة فيما بعد ، لم يكتف معبد بهذا بل دعا أيضا إلى نظرية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فخرج مع محمد بن الأشعث فى ثورته المشهورة على بنى أمية وفشلت ثورة ابن الأشعث وقُبض على معبد ودخل سجن الحجاج بن يوسف الثقفي وكنا الحجاج يُعذبه ، ثم أراد الحجاج أن يتشفى فى معبد فطلب من اتباعه أن يأتوا بمعبد إليه فلما رأه الحجاج قال له : يا معبد كيف ترى قسم الله لك ؟ ، قال له : يا حجاج خلى بينى وبين قسم الله فإن لم يكن لى قسم إلا هذا رضيت به , فقال الحجاج : يا معبد أليس قبول بقضاء الله ؟ ، قال : يا حجاج ما رأيت أحدا قيدنى غيرك فأطلق قيدى فإن أدخله قضاء الله رضينا به وهكذا  يعلن معبد قبل موته مذهب الإرادة الحرة وعدل الله الذى لا يظلم أحدا .
ثانياً : غيلان الدمشقي .
هو غيلان بن مروان ، مولى لعثمان بن عفان ، أخذ المذهب عن الحسن بن الحنيفه ، ويروى أن الحسن كان إذا رأى غيلان يقول : أترون هذا هو حجة الله على أهل الشام .
وقد كان غيلان واحد دهره فى العلم والزهد والدعاء إلى الله وتوحيده وعدله .
قتله هشام بن عبد الملك وقتل صاحبه صالح وسبب قتله أن غيلان لما كت إلى عمر بن عبد العزيز كتاباً فدعا عمر غيلان وقال له أعنى على ما أنا فيه فقال له غيلان : ولنى بيع الخزائن ورد المظالم فولاه عمر بن عبد العزيز بيعها فكان غيلان ينادى ويقول : تعالوا إلى متاع الخونة , تعالوا إلى متاع الظلمة ، تعالوا إلى متاع من خلف الورثة فى أمته بغير سنته وسيرته .
فمر هشام بن عبد الملك وقال : أى هذا يعيبنى ويعيب آبائى والله إن ظفرت به لأقطعن يديه ورجليه ، فلما تولى هشام بن عبد الملك خرج غيلان وصاحبه إلى آرمينه فأرسل هشام بن عبد الملك فى طلبهما فحبسهما أيام ثم أخرجهما وقطع أيديهما وأرجلهما وقال لغيلان : كيف ترى ما صنع ربك بك ؟ فألتفت غيلان فقال : لعن الله من فعل بى هذا .
ولما مات صاحبه صالح صلى عليه غيلان ثم أقبل على الناس يقول : قاتلهم الله كم من حق أماتوه وكم من باطل أحيوه ، وكم من ذليل فى دين الله أعزوه ، وكم من عزيز فى دين الله أذلوه .
فقيل لهشام بن عبد الملك لقد قطعت أيدى ورجلى غيلان وأطلقت لسانه إنه قد أبكى الناس ونبههم عما كانوا عنه غافلين فأرسل إليه من قطع لسانه فمات .
أسباب نشأة القدرية ؟
كان معبد يلاحظ تطور المجتمع الإسلامي وفى البصرة ملتقى الناس جميعا بدأت المعاصى تُرتكب سر وعلانية والناس تتعلل فى المعاصى بالقدر فقام معبد يدعو إلى مذهبه وينكر القدر سالب الإختيار فرأى جماعة من خلص المؤمنين صحة القول وآمن به بعض أهل المدينة حين أتى إليها ومن هنا نشأت القدرية .
كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل