لماذا نستعيذ بالله عند قرأة القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآن فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم
هذه الإستعاذة تصفى النفس البشرية و تعيدها إلى الفطرة الإيمانية حتى تخلصها
من وسوسة الشيطان الذى قد يعوق قابلية النفس المطمئنة إلى ما فى القرآن من
منهج
إن القرآن حين يقرأ من أى قارئ يجب أن يتصور المؤمن أنه يسمع الله
يتكلم و يلغى المتكلم الواسطة
قال سيدنا جعفر الصادق  رضى الله عنه  كان يقول  عجبت لمن خاف و لم يفزع لقول الله تعالى حسبنا الله و نعم الوكيل
الشاهد فى هذا قوله فيما بعد  فإنى سمعت الله بعقبها يقول
سمعت الله
مع أنه كان يسمعها من قارئ بشر وقد يكون هو القارىء
لكن انظروا الى شدة صفاءيته فى إستقبال كلام ربه فى أن الله يتكلم
فإنى سمعت الله بعقبها يقول  فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء
إذا فقد أعطى سيدنا جعفر وصفة للخوف الذى يعترى الإنسان
الوصفة أن تقول حسبى الله و نعم الوكيل
لأن كل ما يخيفك دون قوة الله و مادام كل ما يخيفك دون قوة الله
فأنت قلت  حسبنا الله و نعم الوكيل  فى مواجهة كل ما يخيفنى
و قال سيدنا جعفر الصادق  رضى الله عنه  و عجبت لمن اغتم  و الغم
شيئ غير الخوف  فالخوف : قلق النفس من شيئ تعرف مصدره , لكن
الغم : كآبة النفس من أمر قد لا تعرف مصدره
و لم يفزع إلى قول الله تعالى  لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين  الشاهد :فإنى سمعت الله بعقبها يقول فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجى المؤمنين
و يقول سيدنا جعفر الصادق رضى الله عنه  أيضا  و عجبت لمن مكر به
أى من كاد الناس له و الإنسان لا يقوى على مجاهدة كيد الناس و إئتمارهم
يقوم يفزع لرب هؤلاء الناس و لم يفزع إلى قول الله  و أفوض امرى إلى
الله إن الله بصير بالعباد 
فإنى سمعت الله بعقبها يقول  فوقاه الله سيئات ما مكروا
 و عجبت لمن طلب الدنيا و زينتها كيف لا يفزع الى قول الله تعالى  ماشاء الله لا قوة إلا بالله  فإنى سمعت الله بعقبها يقول  إن ترنى أنا أقل منك مالا و ولدا فعسى ربى أن يؤتينى خيرا من جنتك 
فهذه وصفات أربعة لما قد يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها و تكدر عليها صفاؤها
إذا فاستعاذة قارئ القرآن بالله من الشيطان إعداد للنفس حتى تستقبل كلام الله بصفاء لا يشوبه نزغ من الشيطان و حين تستعيذ من الشيطان و هو خلق الله تستعيذ بمــن ؟
بمن خلقه  لايقوى الشيطان على ان تكون له مواجهة الا إذا انفرد بك دون خالقك .. أما أن تكون فى معية خالقك فلا يجرؤ الشيطان أن يذهب إليك أبدا
و لذلك المعية مع الحق سبحانه و تعالى يعطيها الله صورة تخلع قدرته على العاجز
  مثال موضح
حينما كان رسول الله  صلى الله عليه و سلم  فى غار ثور فى الهجرة
ماذا قال له صاحبه أبو بكر ؟
قال له  لو نظر أحدهم موضع قدميه لرآنا
فجوة الغار ظاهرة من تحت اما من فوق المواجهة مسدوده لكن الفتحة التى يرى منها تحت
 فلو أن واحد منهم نظر تحت قدميه لرأى رسول الله و صاحبه  فهذا وااااقع لا يُكذب ولا يُنقض إلا بشىء إيمانى جديد
يقول رسول الله  صلى الله عليه و سلم  لصاحبه ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟
ما تشير إليه الآيه الكريمة  لا تحزن إن الله معنا
إذا أبو بكر مع رسول الله فى معية الله
هل فى معية الله رد على قول أبو بكر  لو أن أحدهم نظر موضع قدميه لرآنا؟
والمعنى هنا إطمئن فحتى لو نظر أحدهم تحت قدميه لن يرانا
كيف ؟
لأنهم فى معية الله و مادام نحن فى معية الله و الله لا تدركه الأبصار فكيف تدركنا الأبصار ؟
أرأيت معية الله كيف خلعت على المصاحب لها ؟
و كذلك إذا استعاذ الإنسان بالله من الشيطان كان فى معية الله
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نقلا عن فضيلة الشيخ  محمد متولى الشعراوى
كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم : صفحتى للفيـس بـوك


 

حقوق تطوير وتعديل القالب والإضافة عليه : أنس الباشا | مستضاف على بلوجر | فوتوشوب | تعديــــل | تعديــــل