ضمير الفصل
/ Print PDF
أولاً نبدأ بتعريف كلمة ضمير ...
الضمير من أضمَر وقد جاء على وزن فعيل " ضمير" بمعنى مفعول ، وتدور معانى أضمر فى اللغة العربية حول معنى الخفاء والإستتار .
فيُقال رجل ضامر بمعنى رجل هضيم البطن .
ويُقال أضمرت الأرض الرجل بمعنى غيبته بسفر أو موت .
ويُقال فرس ضامر بمعنى دقيق الحاجبين .
وفى النحو الضمير اسم معرفه استعملته العرب بقصد إختصار الأسماء وعلل النحاة سبب تسميته بهذا الاسم لكثرة إستتاره ولعدم صراحته كالأسماء الظاهرة .
يُطلق عليه البصريون الضمير ، أما الكوفيون يطلقون عليه الكناية ، وهما بنفس المعنى .
تعريف ضمير الفصل ...
هو ضمير يقع بين المبتدأ والخبر المعرفتين أو ما أصلهما المبتدأ والخبر ، والمقصود هنا بما أصلهما المبتدأ والخبر الجملة الأسمية المسبوقة بالحروف الناسخة أو الأفعال الناسخة .
وضمير الفصل لا يكون إلا فى ضمائر الرفع المنفصلة " أنا ، أنت ، أنتما ،أنتم ، أنتن ،نحن ،هم ،هما ،هى ،هو ،هن "
سبب تسمية ضمير الفصل بهذا الاسم ؟
سُمي بذلك لأنه يفصل ويفرق بين الخبر والتابع " صفة أو بدل "
فلو قلت : زيد القائم لتوهم السامع أن القائم نعت لزيد
وقد أطلق البصريون عليه ضمير الفصل لأنه يفصل بين المبتدأ والخبر كما يفصل ويفرق بين النعت والخبر ؛أى أنه يوضح ويبين أن الثانى خبر وليس نعتاً .
وأطلق عليه الكوفيون ضمير عماداً وهذه التسمية راجعه لسببين ؛ السبب الأول : أن هذا الضمير يُعتمد عليه فى الفائدة وذلك لأنه يبين أن الثانى خبر وليس نعت .
السبب الثانى : أن هذا الضمير عمَّد الاسم الأول وهو المبتدأ وقواه وذلك بتحقيق الخبر بعده .
* وقد ذكر الدكتور فاضل السامرآئى فى كتابه معاني النحو فوائد وأغراض لضمير الفصل وهى
أولاً : الإعلام بأن ما بعده خبر لا تابع .
ففى قوله تعالى : إن هذا لهو القصص الحق .
فلولا وجود الضمير لكان يحتمل أن يكون القصص بدلاً والحق خبراً على اعتبار أن الجملة إن هذا القصص هو الحق .
وفى قوله تعالى : ذلك هو الضلال البعيد .
لولا وجود الضمير لتوهم السامع أن الضلال بدل والبعيد خبر على اعتبار أن الجملة ذلك الضلال هو البعيد .
ثانياً : الإختصاص والقصر .
حيث أن الضمير يأتى للقصر والإختصاص كما فى قوله تعالى : أولئك هم المفلحون .
أى : أن الفلاح فى الدنيا والآخرة قاصر ومختص بهذا النوع من الناس .
وقد يكون القصر والإختصاص على الحقيقة كما فى الآية السابقة وقد يأتى على سبيل المبالغة كما فى قوله تعالى : ألا إنهم هم المفسدون فى الأرض .
فالقصر هنا على سبيل المبالغة لأن الواقع يقتضى بوجود مفسدون غيرهم فى الأرض .
ثالثاً : التوكيد .
لذلك اطلقوا عليه بعض الكوفيون دعامة وذلك كما فى قوله تعالى : ذلك هو الفوز العظيم .
فالفصل هنا فيه دلالة توكيد .
رابعاً : توكيد معنى الكمال .
كما فى قوله تعالى : إنك أنت السميع العليم .
صفة السمع والعلم يشترك فيها الخالق والمخلوق وإن كانتا متابينتين فسمع الله وعلمه يليق بجلالته وعظمته لذلك أتى بضمير الفصل هنا للتأكيد على معنى الكمال فى العلم والسمع .
شروط ضمير الفصل ...
ذكر النحاة لضمير الفصل ستة شروط اثنان فيما قبله وهو المبتدأ ، واثنان فيه هو ، واثنان فيما بعده وهو الخبر .
أولاً : شروط ما قبل ضمير الفصل .
أن يكون مبتدأ ، وأن يكون معرفه .
ثانياً : شروط ضمير الفصل .
أن يكون ضمير رفع فلا تقل : زيد اياه الفاضل على اعتبار أن اياه ضمير فصل ولكن يجب أن تقول : زيد هو الفاضل .
أن يُطابق ما قبله فلا تقل : كنت هو الفاضل ولكن قل : كنت أنت الفاضل .
ثالثاً : شروط ما بعد الضمير .
أن يكون خبراً ، أن يكون معرفه أو كالمعرفة التى لا تقبل "ال" كاأفعل التفضيل المقترن بـ من مثل : محمد هو أفضل من زيدِ .
آراء العلماء فى ضمير الفصل ...
يرى الخليل أن ضمير الفصل لا محل له من الإعراب وهذا رأى الجمهور .
ويرى الكسائى أن له محل من الإعراب بحكم ما بعده .
ويرى الفراء أن له محل من الإعراب بحكم ما قبله "بدل" .
وقد يحتمل ضمير الفصل أوجه منها :
أولاً : قد يحتمل كونه ضمير فصل لا محل له من الإعراب وقد يحتمل كونه توكيد .
كما فى قوله تعالى : كنت أنت الرقيبَ عليهم .
أنت : قد تكون ضمير فصل لا محل له من الإعراب وقد تكون توكيد .
ولا يصلح أن يكون مبتدأ لأن الرقيب منصوبة
ثانياً : قد يكون ضمير فصل لامحل له من الإعراب وقد يكون مبتدأ .
كما فى قوله تعالى : إنا لنحن الصافون .
ولا يصلح هنا أن يكون توكيد لدخول لام التوكيد عليه
ثالثاً : قد يكون ضمير فصل وقد يكون مبتدأ وقد يكون توكيد .
كما فى قوله تعالى : إنك أنت علام الغيوب .
أرجو أن يكون الله قد وفقنى فى تبسيط ضمير الفصل
وأن أكون قد أفدتكم
شكراً لكم ...
كن أحد معجبينا للفيس بوك وإضغط زر like أو ساهم بنشر الصفحة share
كن إيجابياً لا تقرأ وترحل بل أترك لنا تعليقاً...
إدعــم :
صفحتى للفيـس بـوك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)